الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كل ما يجب أن تعرفه عن مدرسة ضباط الصف ببنزرت: أول مؤسسة تكوينية عسكرية

نشر في  12 ماي 2016  (12:33)

"بيض صنائعنا ..سود وقائعنا ... خضر مرابعنا..حمر مواضينا" ، أبيات للشاعر العراقي صفي الدين الحلي اختارتها مدرسة ضباط الصف ببنزرت شعارا لها، نظرا لما في هذه الأبيات من قيم تتماشى مع أهداف هذه المدرسة العسكرية التي تهدف الى تلقين القوانين والتراتيب العسكرية مع ترسيخ المبادئ الوطنية والقيم العسكرية السامية وزرع الحسّ الأمني..
"اقسم بالله العظيم، أن أتفانى في خدمة الوطن، والدفاع عن حوزته، وحماية مؤسساته الشرعية ومكاسبه، من كل خطر أو عدوان داخلي أو خارجي، وأن أحترم قوانين الدولة وأقوم بعملي بكل شرف وأمانة في كنف الطاعة والانظباط كي تبقى تونس حرة منيعة، أبد الدهر.. أبد الدهر.. أبد الدهر".. بهذا القسم وأداء النشيد الرسمي وذكر أسماء شهداء المدرسة، ينطلق يوم ضابط الصفّ.
ومن الساعة الرابعة و45 دقيقة صباحا، يستعد ضابط الصفّ الى يوم شاق بين التدريبات العسكرية والتمارين الرياضية والدروس المختلفة..
وفي عرض قدّمه آمر مدرسة ضباط الصف ببنزرت العقيد أنيس فريخة، أمام وفد من الصحفيين في إطار آخر زيارة ميدانية تنظمها وزارة الدفاع الوطني لهذه السنة، أكد العقيد أن المدرسة تعد أول مؤسسة تكوينية لفائدة الجيش الوطني ويعود تأسيسها إلى تاريخ 9 نوفمبر 1956 بثكنة باردو في مرحلة أولى قبل نقلها إلى ثكنة منوبة في غرة جانفي 1957، ومنها الى فندق الجديد في 9 ديسمبر 1958، قبل استقرارها ببنزرت في جانفي 1967، وإطلاق اسم “الملازم الهادي والي على مقرها، في 20 مارس 1967. 

مهامها
وتتكفل مدرسة ضباط الصف حسب العقيد فريخة بتكوين التلامذة ضباط الصف لفائدة جيش البر والإدارات والمصالح المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الوطني، وتلقينهم المعارف والمهارات الأساسية التي تؤهلهم للإندماج في صلب الحياة العسكرية، كما تتولى مهام أخرى في حماية جزء من الشريط الساحلي والمساعدة في حفظ النظام ومساعدة المواطنين عند حدوث كوارث طبيعية.
وحسب المعلومات التي تم مدنا بها فقد تخرّج من المدرسة 23 ألف ضابط صفّ على امتداد 59 دورة تتواصل كل واحدة منها 41 اسبوعا، ويتم انتداب تلاميذ ضباط الصف، عن طريق المناظرة وذلك إما عبر الانتداب الخارجي للمدنيين ونسبتهم 80 بالمائة من العدد الجملي لرواد المدرسة أو الانتدابات الداخلية للعسكريين والعاملين في الإدارات والمصالح المشتركة وجيش البر شرط توفر شرط الأقدمية أربع سنوات في رتبة رقيب أول
وشرعت المدرسة في انتداب العنصر النسائي بداية من سنة 1976، وتبلغ نسبة حضور المرأة بالمدرسة 6 بالمائة من مجموع التلاميذ الدارسين فيها، وتضم حاليا 32 عنصرا نسائيا .
والجدير بالذكر ان 20 ظابطا من خريجي المدرسة استشهدوا منهم 5 خلال معركة الجلاء في حين استشهد 15 آخرون خلال العمليات الإرهابية، منذ الثورة.

التكوين

وحسب العقيد فريخة، فإن مجالات التكوين النظري تشمل القوانين والتراتيب العسكرية وترسيخ المبادئ الوطنية والقيم العسكرية السامية وقواعد وآداب السلوك والتصرفات وزرع الحس الأمني لدى المدنيين الملتحقين بهذه المدرسة والمتراوحة أعمارهم بين 18 و23 سنة.
وذكر العقيد أن 75 بالمائة من البرامج التي تقدم للضبط هي مواد تطبيقية، تتمثل في التدريب العسكري على القتال واستعمال الاسلحة والرماية اضافة الى الخرجات الميدانية، حيث تنظم المدرسة 5 زيارات ميدانية في حين يتم تلقين الضابط امور نظرية متعلقة بالقوانين واللغات واستخدام الاسلحة الفردية والجماعية والاشارات واستعمال الحاسوب، وتنمية القدرة على التعبير الكتابي والشفاهي وتطوير الثقافة العسكرية.

زيارات ميدانية
واثر العرض الذي قدمه لنا العقيد فريخة، تحولنا الى معرض خاص بالمدرسة حيث تجد مجسمات لآلات حربية وأهم الجوائز والكؤوس التي تحصلت عليها المدرسة في مختلف الرياضات والأنشطة، اضافة الى صور تذكارية لابرز محطاتها..
ومن هناط انتقلنا في زيارة ميدانية لقاعات التدريس، حيث وجدنا الضباط بصدد تلقي بعض الدروس النظرية في استخدام السلاح والاشارات والخرائط أو ما يعبر عنه بالطوبوغرافيا والتعرف على الألغام، اضافة الى ضباط بصدد تلقي درسا في اللغة الانقليزية، ويذكر ان هناك 3 مخابر لتعلم اللغة الانقليزية
ومن قاعات الدرس الى ساحة المدرسة حيث شاهدنا حصة نظام منظم كما تم تقديم عروض قتالية خاصة، وأداء القسم والنشيد الرسمي، اضافة الى ذكر الضباط لشهداء المدرسة، كما استعرض الضباط لوحة جماعية لاستعمال السلاح الفردي في مختلف الأوضاع.
غادرنا مقر القيادة وتحولنا الى المركب الرياضي، حيث واكبنا تدريبات شاقة يقوم بها الضباط اناثا وذكورا، فمن التدريبات على القتال الى العدو والقفز وتسلق الجدران وغيرها من التدريبات التي شأنها ان تحسن اللياقة البدنية للضباط، وتنم قدراتهم القتالية..
ختاما نتوجه الى وزارة الدفاع الوطني بالشكر الجزيل على المجهود الذي بذلته في مختلف الزيارات الميدانية التي نظمتها الى مختلف وسائل الاعلام التونسية واتاحتها الفرصة للتعرف على هذا العالم الذي ظلّ طيلة سنوات مخفيا، ولا يمكن الاقتراب منه، كما ساعدت في تمتين العلاقة بين المؤسسة العسكرية والاعلامية ..

تغطية : سناء الماجري